أحدث ما نشر

السبت، 13 أكتوبر 2012

لحكاية المطر كحكايتي

و لِحكاية المطر كحكايتي

    و لِحكاية المطر كحكايتي

فَلَكَمْ عشقت ذاك المطر حينما ينهمر و ينثر خيوطاً من الماء متجهاًنحو بقاع الأرض ‘ ولَكَمْ خالطت بها شعوراً حال في نفسي ‘ و أشغلَ بالسر قلباً لازال خليطُ ذاك الشعور يجتاحه وهلةً لوهله .

دمعت عيناي ذات مره حين كنت أخطو بخطواتٍ ثابته تحت المطر متجهةً الى أيِّ مكان ‘ فكان المطر غزيراً محملاً بالهواء و حينها كان يلفحني يمنةً و يسرى فتساقطت تلك القطرات تُداري صفعاته .
وقفت برهةً أستطلع ذاك المنظر ‘ منظر السحاب و هي مائلةً الى السواد ‘ ذاك المنظر الذي كانت السماء فيه تقطر بالدموع قطرةً تلو قطره ‘ جال في خاطري سؤالاً : (( و هل تبكي السماء أيضاً ؟؟!! )) .


استوقفني ذلك لبضع ثواني ‘ بل دقائق ‘ بل لأكثر من دقيقه ‘ لا أدري كم من الوقت مر علي و أنا في حالتي تلك ‘ بللتني دموعها و عصفت بي رياحها فأوشكت دمعةً حاولت تتدارك سقوطها من مقلتي ‘ فكانت أسرع مني في مسحها فسقطت خاطفه و جعلت رغبتي بالبكاء تزيد .
تتشابه أحزاننا و نتشابه نحن كتلك القطرات ‘ تتشابه حكاية الأحزان و تتشابه تلك الدموع التي ذُرفت في لحظة صمت كئيبه تثاقلت و لم تُنسى بعد ‘ لم تُضمد بعد تلك الجروح التي عانقتها جوارحنا ‘ نعانقها راغبين بالأفراج عنه و ازاحته بكل قوةٍ منا ‘ غضبٌ و حزن اجتمعا بجسدٍ واحد فلم يعد يقوى على ذلك . 
حين أرى السماء من نافذة غرفةٍ مطلةٍ على جوٍ ممطر يتجسد لي هيئةٍ لشخص يبكي ليوزع أحزاناً تثاقلت به و لم يعد يحتمل بقاءها عالقةً في داخله فبذلك أراد تقاسم أحزانه مع الناس جميعاً ‘ ذلك ليتخلص منها فقط و لن يبقى بعدها ذرةً لحزن خفي تعيقه لأكمال دهاليز الحياة ‘ أدركت بعدها أن هذا الشخص هو أنا لينعكس تخيلاتي لِيَكُوِنَنِي .
البكاءُ يا هذا مُسكنٌ للآلام فيجعل الأحزان تتلاشى كما لو لم تكن موجودة من قبل ‘ فيزول على اثرها كل آثارٍ للحزن فتخرج من القلب و تدخل في سجلٍ لأحزانٍ أخرى مضت و انقضت ‘ و في النهايه يتركز بعدها منظر سقوط المطر ليَكون منظراً تُصفى له الأذهان المشوشه و تطمئن له القلوب ليزيح هموماً متكدسه .
و هنا تتشابه الأحوال فحالي كحال سماءٍ ممطره ‘ و تحمل فيها مقطورتنا العنوان ذاته ليكون العنصر الرئيسي فيه الحزن ‘ و للحزن حكايةً واحده ‘ لتتجمع في ملامحي تعابيره ‘ و عيناي تملئ سيلاً من الدموع ليكون تقسيماً متناسقاً لتعابير وجهي ‘ و تكون حكايتي كما حكاية السحابة الممطرة التي جرفتْ دموعها فبللتني بالكامل لأقوم أنا بدوري بتبليل وجنتاي و ترطيب أجفاني ‘ لعل حكايةً للحزن تنجلي ليحل محلها حكايةً للفرح الذي لايزال تحت الأشراف .

0 التعليقات: