أحدث ما نشر

السبت، 13 أكتوبر 2012

تبقى أنت فصولي و لا تزال ذكرى مجروحة

تبقى أنت فصولي و لا تزال ذكرى مجروحه


و يأتي الربيع بين تغاريد العصافير و لحنٌ يُعزف في تغاريدها ‘ و الهواء العليل يتخلخلُ بين ضلوعي ليشفي جروحي التي كانت على وشك أن تفضح نفسها بنفسها ‘ يتسللُ ليبقى محبوساً في قلبي الذي أصبح من بعدك بلا احساساً يُذكَر ‘ فينبض بشده على ذكراك و يخف بالخفقان بعد انجلاء الحديث عنك ‘ نزف جرحاً بعد فرقاك فلم يعد يدرك سبباً لأختفائي و أختفاءك ‘ أصبح يبكي بدموع القلب المجروح فصدمة رحيلك الفجائي عني لازال قلبي يعتصر منه ‘ فارأف بالحال فغيبوبة قلبي ترثي لحالهِ من لا يُرثى ..


فيأتي الصيف و في حرارته تنشط الذكرى لعقلي الذي مذ رحيلك أصبح لا يدركالخطأ من الصواب ‘ فتوقف عن التفكير عند أخر لحظةٍ كنتُ فيها على أرضك ‘ بل توقف عند أخر مطاف رحيلي عنك ‘ بل عند أخر ذكرى جعلت جميع أحاسيسي تفيض شوقاً على ذكراك ‘ فأقول له مطمئنةً له انه سيحين اللقاء فيما بعد فيقول مكسوراً محسوراً و أن لم يحن !! فيقف بي الزمن عند أخر جمله 

وعندئذ يقف أحساسي بالوجود ..




فيأتي الشتاء بعدها ليُجمد أطرافي شيئاً فشيئاً فأقبل يجمد أحاسيسي فتوقف الى أن وصل عند ذكراك بدأ يبث دفئاً لم يكن موجوداً وسط كومةً من الثلوج ‘ فيخونني الذكرى على دفئك حتى في شتاءك ‘ تتساقط حباتٌ من الثلج على وجنتاي و تذوب من اثرها ‘ فأذكرُ قطراتك التي كانت تجعل من صباحي أجمل صباحٍ لم يمر علي مثلها بعد رحيلك ‘ تتجمد أطراف قدميي و يداي فأذكر كل لحظةٍ قضيتها في ظلك و لن يتعوض الا في آن اللقاء ‘ هذه النفس تشتاقُ وجودها في أرجاءك فكل خليةٍ مني أصبحت لا تقوى على البعاد ‘ فأأملُ عمراً يدوم الى لقياك ...

 و يأتي الخريف و لا تزال طريح بالي فتزداد شوقاً الى نفسي ‘ و تزداد لهفةً لا أكاد أخفيها ‘ بين تساقط أوراق الشجر بشتى الألوان تتساقط ذكرى بألوانٍ شتى ‘ أُسارع بأخذ الأوراق المتساقطه لكن سرعان ما أراها قد طارت مع الهواء لتبقى أنت الورقه الوحيده التي ألتقطتها و لتبقى فقط أنت في ذاكرتي التي ذبُلت تلقاء عثرة الزمن ‘ أمشي مضياً في طريقي لأسلك اخر طريق حمل معه فصولاً أبقتني مجروحةً فيها ...
أنت ياوطن و لك يا وطني نسجت في غربتي بعضاً مما أفاضَ به كياني ‘ خانتني دموعي فيها على ذكراك في جميع الفصول فأصبحت بطلاً فيها ‘ و لازلت معلقاً في الأذهان ‘ كنت و لم تزل محفوظاً في داخلي و حتي أن فنى عمري تبقى أنت كما أنت ‘ آهٌ و كم من الآهات ما جرح ...

0 التعليقات: