أحدث ما نشر

السبت، 13 أكتوبر 2012

فرحتان و انقضت

و فرحتان انقضت


و ها قد فقدناه ُ مثل كل عام ، يأتي و يذهب و لكن يداهمنا شعورٌ واحد لا يتغير في كل مره اللهفه و الأشتياق قبل أن يأتي و بعد أن يذهب. دنوتَ منَّا لتعطينا عطاءً ليس قبلهُ و لا بعده مثيل ، أزلفت لنا كالنور على عتبات ظلام الضياع أخذت بيدنا كما تأخذ الأم بيد رضيعها لتحسسه بأن الكون لا زال بخير ، هكذا فعلت يا شعلة النور الحالك في القلوب. هكذا آثرناك على كل ما مضى من الأشهُر كيف لا؟! و ليلة القدر تحتوي لياليك، و لم لا ؟! و أنت من يسكب فرحة عارمه في صميم كل مسلم كبيراً كان أم صغيراً ، لكن سرعان ما داهمت تلك الأعين الباكيه و القلوب الحانيه و رحلت و كأنه رحيلاً بلا عوده و كأنه فراقاً لا رجعةَ بعدها .
سألقي جُلَّ أملي فيك يا صبري فتحمل ما قد تجنيه و لا تعتب على عجلتي لاستقباله مجدداً لأنني لن أقبل أعذار استسلامك بسهوله بل ستدوم معي هذه المره طويلاً في مسار هذه الحياه.

     

و في جوٌ رمضاني كثير الأُلفه بين الناس ، كثير التجمع بين الأقارب ، كثير الحسنات في مجيئه اصطفيت بأن انسجك كما بدأت معي فكنتَ في اليوم الأول قد حظيت على بالغ الاهتمام ، تلقيتَ ضيافةً مكرمه من الجميع ، و زرت كل البيوت و نثرت جو أيمانك و عبير نفحاتك. في طفولتي حين كنت أعتقدك انساناً تمر عبر الأزمنه تدق الأبواب ، تقعد في المجلس بعدئذ تختفي كما لم تكن موجوداً ، لم يتغير ذاك التفكير الى حدٍ بعيد من السابق ، لأنني لازالت اعتبرك ذاك الزائر لكنك تغيرت و لم تعد تطرق الأبواب بل استبدلت بذلك أن تطرق قلوبنا و تملئها أيماناً و تقوىً و عباده . و لكن حين انتهيت لا أدري أحسست بكأبةٍ مُرَّه تذوقتها جرعةً واحده في أخر يوم فما الذي سيعودني على رحيلك؟ و هكذا أتيت لكي ترحل ، و رحلت لكي تأتي من جديد فعد إلينا سالماً غانماً و لا تطيل الغيبه فسلاحنا الأنتظار ، فلا زلت اشتاقك من الآن .
و فرحةً أخرى أوشكت على النهايه ، العيد يا عيد و متى ستجدد وصولك مجدداً أيها الطيف الخفي الجميل . توزع أفراحاً على ذاك و ذاك ، تجمع شتات قلوبٍ مسكينةٌ محطمه بترحال السنين ، هي قلوبٌ مُأَلَّفه آلفتها أنت فلا تجعل انتظارها يطول الى فقدان أملك بالرجوع ، ففي اليوم الثلاثين زرعتَ شجرةً ثمارها السعاده ، و انت تعلم ان القلوب كانت تواقه لكي تهل عليهم فهم يحبون وجودك بينهم و لا يودون ذهابك لكن مع ذلك ذهبت عنهم ارحل لكن قبل رحيلك أرمي عليهم وعداً موثوقاً بأن تعود اليهم يوماً ما و تستبدل مآسيهم و مواجعهم الى أفراح، أفراحاً ليس بعدها انجلاء فهم يستحقون ذلك . و أيضاً قبل ان ترحل اجعل لهم سبيلاً لكل ما هو جميل و أسرع في المجيء و لا تجعل الفرحتان تنقضي بلا عوده ..

0 التعليقات: