أحدث ما نشر

السبت، 13 أكتوبر 2012

سيرة وسادة

سيرة وساده

في حيرةٍ من أمري أمضي ‘ بين هم ذاك و حسرةٍ تلك ‘ تنير الأبتسامه البشوشه وجهها التي ملئت بابتسامتها الكون : ( فالسعيد من نظر الى الدنيا اعتباراً لا اغتراراً و عمل البر بداراً لا انتظاراً ) .
بينما يخيب ظنه الذي حسب و لكن أخطأ في الحسبان فما حسن الحسب الا عند المولى ‘ و ردد { فأنت حسبي و فيك للقلب حسب و بحسبي ان صح فيك حسب }
 و كان ربه نعم الحسيب .
و في الحين الأخر يفنى شبابه و يكسو ضعفه السقم ‘ و يكسو الشيب ذاته ( الا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيبِ) .
بينما استولى عليها ما يسمى بعلة الزمن فكيف لها حُسْن التعامل مع ما يُطْلَقْ عليه بالدهر ‘ و على معاتبتها للدهر لم يفد عتابها للزمن المستميت . فمن عتب على 
الدهر طالت معتبته لعل له عذراً و انت تلوم } .

يرقدون في المنام ‘ و أعيش لحظه عذابهم و رخاءهم ‘ بين ابتسامة(فاطمه) و سقم (سالم )و أخابة ظن (علي) و الغوص في محن(سلوى ) ‘ أعيش كل لحظاتهم و كأنني بينهم ‘ لحظاتهم ترسخت فيني ‘ جمادٌ أنا على هيئه وساده لكن !!! على الأزمان أرنو دون جدل .
استولى السقم عليه ‘ يعانق الأجهزه الطبيه ‘ أدأب المرض جسده ‘ يأمل الجنة التي يستأهل عبيرها كل مؤمن ‘ بين طياته ألف حكايه ‘ سالم الذي أسعف الموت به ‘ سالم الرجل الناسك ذا الستين من عمره ‘ يذوق أخر متنفسٍ له في الحياه بين جدران المشفى .
ما زال صابراً على ما كان به يصطلم ‘ هلعه لم يكن من المنيه لأنه كان على يقين أنه : ( من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن غير ما اختار الله له ) ‘ و كان يرجو الخرق من الله ‘ راضٍ بما قدره المنى له { و ما أنا راضٍ من زماني بما ترى و لكنني راضٍ بما حكم الدهر } .

بهجةٌ يجتاحُني عند تواجدي مع فاطمه ‘ ترتع في أحلامٍ ورديه ‘ المحن ليس له مثوىً عندها ‘ بلغت سعادتها أقصى مبتغاها ‘ و بدا التجهم من المستحيل لديها ‘ تفتقر زينة الحياة الدنيا و لكن ليس المال هو مرتضاها ‘ الأقتصار بما تحويه نفسها كافيةً بالنخوةِ تجزيها .
(فلا تزال الابتسامه من أهم وسائل تمهيد و رصف الطرق) . و انما القناعه طلبته ‘ فصار شيءٌ تحتذي به ‘ { رأيت القناعه و رأس الغنى فصرت بأذيالها متمسكُ } .
أحيد الى جزء أخر من العالم على تواني ( علي ) يكسوني رداء الأضطهاد ‘ التؤده صفه مقتمصه منه ‘ لكن مماطلته مع رفقاء السوء اجهدته في المعاصي ‘ الصد عن ذو المروءه أوقعه في المشقات ‘ لكن قبل فناء الوقت أيقن و أدبر ليدعو و يستجير : { يعاظمني ذنبي فلما قربته بعفوك ربي عفوك كان أعظما } ‘ فأصبح يأنف من صد عنهم ‘ و بالتواني يلقى من أضله ‘ فأيقن أن الناس صنفان ( فبعض الرفاق مثل التاج تلبسهم و بعضهم كقديم النعل ترميهم ) .
هكذا حال الخلق ‘ سرورٌ قد يلتمس ذاتهم و مرضٌ قد يعيق أرواحهم ‘ هُدىً يستضلون به بفضل البارئ ‘ و حزنٌ يستولي على عواطفهم و كيانهم ‘ { فلكل شيءٍ اذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش انسان } ‘ ( فيا له من زمانٍ كلما انصرفت صروفه فتكت فينا عواقبه )
وسادةٌ كنت و سأبقى وساده و لكن سأقتصر عناء ما دهاهم و دهاني ‘ سأعود و أقتصر بكوني وساده و جمادٌ لا حراك له لا يشعر و لا يحس ‘ لانني اكتفيت بما أتاني ‘ و سأترك لهم مني هديه ‘ عسى بعدها تطمئن ذواتهم . رحلت و وجدوا تحتي كتابٌ يعلو و لا يعلى عليه ( فألا بذكر الله تطمئن القلوب ) كتابُ يصبون فيه كل حزنهم و يجدون فيه ملاذهم 
في حياتهم الفانيه الزائله..

0 التعليقات: